
صناعة المحتوى ما هي مجرد نشر معلومات والسلام، بل هي فن التأثير، القدرة على جذب انتباه الناس، وخليهم يتذكرونك حتى بعد ما يطلعون من صفحتك. لكن السؤال هو: كيف تقدر تصنع محتوى ما يطير مع الريح، بل يبقى محفورًا في عقول متابعينك؟
السر بسيط لكنه مهم: المحتوى اللي يخلي الناس يحسون بشيء، هو المحتوى اللي يبقى.
تخيل محتوى يتكلم عن الإنتاجية، لو قلت: “عشان تكون منتجًا، استخدم تقنية البومودورو”، يمكن البعض يستفيد، لكن الغالبية راح ينسون الجملة بعد خمس دقائق. لكن لو حكيت قصة شخص كان يضيع وقته، يعاني من التسويف، ثم جرب هذه التقنية وغيرت حياته، فجأة المحتوى صار حيّ، أقوى، وصعب ينسى.
كيف تصنع محتوى قوي يجذب الناس ويبقى في أذهانهم؟
1. استخدم القصص بدل المعلومات الجافة
الناس يحبون القصص أكثر من القوائم والنظريات. لو عندك فكرة، حاول تغلفها داخل قصة شخصية أو تجربة حقيقية. مثلا، بدل ما تقول:
“النوم الجيد مهم للإنتاجية.”
قل:
“قبل سنة، كنت أسهر لوقت متأخر وأصحى متأخر وأحس أن يومي يضيع بدون فايدة. لكن لما بدأت أضبط نومي، تغير كل شيء: صرت أنجز أكثر، مزاجي تحسن، وحتى أفكاري صارت أوضح!”
2. اجعل المحتوى بسيط وسهل الفهم
المحتوى اللي يعلق في الأذهان هو المحتوى السهل اللي يوصل الفكرة بدون تعقيد. لا تستخدم كلمات صعبة أو مصطلحات معقدة، خلك بسيط، وكأنك تتكلم مع صديقك.
3. أضف لمسة شخصية ولمحة من العفوية
خلك طبيعي، لا تتكلم وكأنك روبوت. الناس تحب المحتوى اللي فيه روح، ضحكة، موقف عفوي، حتى لو كان بسيط. لما يكون أسلوبك طبيعي، جمهورك راح يحس إنك واحد منهم، مش مجرد صانع محتوى رسمي وجاف.
4. استخدم الصور الذهنية والتفاصيل
لا تقل: “كنت متحمس”، قل:
“قلبي كان يدق بسرعة، وكنت جالس على طرف الكرسي، عيوني على الشاشة، أنتظر اللحظة اللي حلمت بها من زمان.”
التفاصيل الصغيرة تفرق كثير، لأنها تخلي القارئ يحس بالموقف ويعيش اللحظة معك.
5. قدم فائدة أو فكرة جديدة
لا تكتب لمجرد الكتابة، اجعل لكل قطعة من المحتوى هدف واضح. اسأل نفسك: هل راح يطلع القارئ من هذا المحتوى بشيء جديد؟ هل راح يستفيد أو يتغير تفكيره؟ إذا كان الجواب نعم، فأنت على الطريق الصحيح.
6. اختم بسؤال أو دعوة للتفاعل
المحتوى الجيد يحفّز الناس على التفاعل. بعد ما تقدم الفكرة، اسأل المتابعين:
• “وش رأيكم؟ هل جربتم هذا الشيء من قبل؟”
• “إذا كنت مكانه، وش كان راح يكون تصرفك؟”
هذه الطريقة تخلي المحتوى ما يكون مجرد كلام من طرف واحد، بل حوار ونقاش يفتح مجال للتفاعل.
ليش هذا الأسلوب في المحتوى ينجح؟
لأن المحتوى الناجح ما يعتمد فقط على المعلومة، بل على الإحساس، القصة، والأسلوب اللي يخلي القارئ يحس وكأنه يعيش التجربة بنفسه.
المحتوى الجيد لا يُقرأ فقط، بل يُشعر، يُتذكر، ويُلهم.
إذا قدرت تصنع محتوى يحرك مشاعر الناس، يخليهم يفكرون أو يبتسمون، فأنت ما صنعت مجرد محتوى، بل صنعت تجربة تبقى في أذهانهم.